قصيدة الهروب من هيروشيما
" قصیده فرار از هیروشیما "از نزار قبانی
بِكُلِّ اِحتِرامْ
سَاَستَئذِنُ الآنَ بِالاِنصِرافْ
فَما عادَ لي موقِعٌ في حَياتِكِ
اِنَّ الزَمانَ بغِرناطَةَ قَدْ تَوَلىٰ
و لَمْ يَبقَ وَردٌ و لا بَيلَسانْ
سَاَترُكُ هذا المَكانَ اِلَيكِ
لِكَي اَتَناثَرَ في اللامَكانْ
هذا الزَمانَ المُرَبَعْ
هذا الزَمانَ المُثَلَثْ
هذا الزَمانَ الذي قَدْ تَوَقَفَ
في ناظِرَيكِ عَنِّ الدَوَرانْ
سَاَحمِلُ تَبغي و حُزني و موتي
و اَرفَعُ قُبَعَتي شاكِراً
و اَرحَلُ تَحتَ سِتارِ الظَلامْ
دَعيني،اُفَتِشُ عَنْ عَمَلٍ آخَرَ
يُحَرِرُني مِنْ حِراسَةِ نَهدَيكِ
اَنا قَدْ تَعِبتُ كَثيراً
و ضَيَّعتُ في لُعبَةِ الجِنسِ وَقتاً كَثيراً
و ما عادَ يُمكِنُني اَنْ اُقَدِمَ شايَ الصَباحْ
لِسَيِّدَتي،في سَريرِ الغَرامْ
لِماذا بَقائي؟
كَتِمثالِ شَمع ٍ،لِماذا بَقائي؟
و لَمْ يَبقَ شَيءٌ يُثيرُ حَنيني
و لَمْ يَبقَ شَيءٌ يُثيرُ اِشتِهائي
فَكَيفَ اَشُمُّ عُطورَ فَرَنسا عَلَيكِ ؟
و نَجدٌ و صَنعاءُ،تَحتَ رِدائي
و كَيفَ،اُغَطيكِ بِالفَروِ و الريشِ
حَينَ تَكونُ حَياتي،بِغَيرِ غِطاءِ؟
سَاَرحَلُ شَرقاً،سَاَرحَلُ غَرباً
فَلَمْ يَبقَ شَيءُ هُنا،يَستَحِقُ البُكاءْ
و اَمّا النِساءُ،فَهُنَّ حَشيشَة ُ كُلَّ العُصورِ
و اَقسَمتُ،بَعدَكِ لَنْ اَتَعاطىٰ النِساءْ
سَاَدخُلُ،غابَةَ نَهدَيكِ لَيلاً
لاَقتُلَ كُلَّ الطُيورَ التي تَتَخَباُ بَينَ الشَجَرْ
و اَرمي الرَسائِلَ،اَرمي المَكاحِلَّ
اَرمي الاَساوِرَ،اَرمي الصُوَرْ
و اَحرِقَ آخِرَ ثَوبٍ ،رأيتُكِ فيهِ
و اُغمِدُ سَيفي،بِلَحمِ القَمَرْ
سَاَرحَلُ لَيسَ يُهِمُ لاَينْ
فَكُلُ تُرابٍ سَاَمشي عَلَيهِ،يَصيرُ سَماءْ
و كُلُّ غَمامٍ،سَاَكتُبُ شِعري عَليهِ
سَيَمطُرُ خَمراً و ماءْ